فصل: سنة سبع عشرة ومائة فيها جاشت الترك بخراسان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة سبع عشرة ومائة فيها جاشت الترك بخراسان

وانضم إليهم الحارث بن أبي شريح الخارجي‏.‏

فاقتتوا وجاوزوا نهر جيحون‏.‏

وأغاروا على مرو الروذ‏.‏

فسار إليهم أسد بن عبد الله القسري فالتقَوا ونصَر الله وقتلهم المسلمون قتلًا ذريعًا‏.‏

وفيها افتتح مروان الحمار ثلاثةَ حصون وأسر الملك تومان شاه وبعث به إلى هشام‏.‏

وفيها توِفي أبو الحباب سعيد بن يسار المدني مولى ميمونة‏.‏

روى عن عبد العزيز وجماعة‏.‏

وفيها توِفي بالإسكندريّة عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج صاحبُ أبي هريرة‏.‏

وفيها توفي عبدُ الله بن عبيد الله بن أبي ملَيكَة القرشي التيمي المدني عن سن عالية‏.‏

وقد ولى القضاء لابن الزبير‏.‏

وكان مؤذن الحَرَم‏.‏

وفيها فقيه أهل دمشق عبد الله بن أبي زكريا الخزاُعي‏.‏

وكان عُمر بن عبد العزيز يُجلسه معه على السرير‏.‏

قال أَبو مسهر‏:‏ سيد أهل المسجد‏.‏

قيل‏:‏ بما سادهم قال‏:‏ بحسن الخلق‏.‏

قلتُ‏:‏ أرسل عن أبي الدرداء وعبادة‏.‏

وهو ثقةٌ قليلُ الحديث‏.‏

وفيها وقيل في سنة ثمان عشرة الحافظ أبو الخطاب قَتَادة بن دعامة السدوسي‏.‏

عالم أهل البصرة‏.‏

روى معمر عنه‏.‏

قال‏:‏ أقمتُ عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام‏.‏

فقال لي في اليوم الثالث‏:‏ ارتحل يا أعمى فقد أترفتني‏.‏

وقال قَتَادة‏:‏ ما قلتُ لمحدث قطّ أعدهُ علي وما سمعتُ شيئًا إِلا وعاه قلبي‏.‏

وقال فيه شيخُه ابن سيرين‏:‏ قَتاَدة أحفظ الناس‏.‏

وقال أحمد‏:‏ قل أن نجد من يتقدم قَتادة‏.‏

كان عالمًا بالتفسير وباختلاف العلماء‏.‏

ويُقال فيها محمد بن كعب القرظي‏.‏

ورّخه الواقديُّ والفلاس وقد مرّ‏.‏

وفيها موسى بن مروان بن وَرْدَان المصري القاضي‏.‏

روى عن أبي هُرَيْرَة وسعيد وطائفة‏.‏

وعاش نيفًا وثمانين سنة‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ ليس به بأْس‏.‏

قلت‏:‏ آخر أصحابه ضمَامُ بن إسماعيل‏.‏

وفيها توفي مَيْمونُ بن مِهْران الرقي أبو أيوب الفقيه قاضي الجزيرة‏.‏

و كَان من العلماء العاملين‏.‏

روى عن عائشة وأبي هريرة وطائفة‏.‏

وفيها توفي فقيه المدينة أبو عبد الله نافع مولى ابن عمر‏.‏

قال عبيد الله بن عمر‏:‏ بعث عمر بن عبد العزيز نافعًا إلى مصر يعلمهم السنن‏.‏

قلت‏:‏ وقد روى نافع أيضًا عن عائشة وأبي هُرَيْرَة‏.‏

وفيها توفيت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص بالمدينة‏.‏

وقد ِرأت ستًا مِن أمهات المؤمنين وعاشت أربعًا وثمانين سنة‏.‏

وفيها توفيت سُكَيْنَة بنت الشهيد الحسين بن علي بالمدينة‏.‏

وكانت من أجمل النساء‏.‏

تزوّجها سنة ثمان عشرة ومائة يُقال فيها تُوفي أبو جعفر الباقر ومكحول‏.‏

وقد ذكِرا‏.‏

وفيها توفي علي بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب العباسي جدُّ الخلفاء بأرض البلقاء‏.‏

وولد ليلة قتل علي رضي الله عنه‏.‏

وكان من أجمل قريش وأجلَها وأهيبها‏.‏

قال الأوزاعيّ وغيره‏:‏ كان يسجدُ كل يَومٍ ألفَ سجدة‏.‏

وقيل‏:‏ كان يُقال له السجاد لكثرة صلاته‏.‏

وفيها توفي عمرو بن شعيب‏.‏

محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي أبو إبرهيم‏.‏

روى عن زينب ربيبة النبي صلى الله عليه‏.‏

فهو تابعيّ‏.‏

وثقه يحيى بن مَعِين وِابنُ راهُويَه‏.‏

وهو حسنُ الحديث‏.‏

وفيها توفي عُبادة بن نسي الكندي قاضي طبرية‏.‏

وكان شريفًا جليل القدر موصوفًا بالصلاح‏.‏

روى عن شداد بن أوْس وجماعة‏.‏

وفيها في المحرم قارىء الشام أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي الدمشقيّ‏.‏

وله سبع وتسعون سنة‏.‏

قرأ القرآن العظيم على المغيرة بن أبي شهاب عن قراءته على عثمان‏.‏

وقيل إنه قرأ على عثمان نفسه نصف القرآن‏.‏

وورد أيضًا أنه قرأَ على أبي الدّرْداء‏.‏

وحدث عن فَضَالة بن عبَيد والنّعمان ابن بشير وَولي قضاءَ دمشق رحمه الله‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن جبيْر بن نفَير الحضرمِي الحمصي‏.‏

وهو مُكْثرٌ عن أبيه وغيره‏.‏

ولا أعلمه روى عن الصحابة‏.‏

وقد رأى جماعة من الصحابة‏.‏

وفيها عبدُ الرحمن بن سابط الجمحِي المكيّ الفقيه‏.‏

روى عن عائشة وجماعة‏.‏

وفيها معبد بن خالد الجدلي الكوفيّ القاص‏.‏

روى عن جابر بن سمرة وجماعة‏.‏

وفيها أبو عشانة المعَافري حَيّ بن يومن بمصر‏.‏

روى عن عُقبَة بن عامر وجماعة‏.‏

سنة تسع عشرة ومائة فيها غزا مروان غزوة السانحة فدخل من باب اللان فلم يزل يسير حتى طلع من بلاد الخزر‏.‏

ومر ببلَنجَر وسَمَندر وانتهى إلى مدينة خاقان الترك فانهزم خاقان‏.‏

وفيها توفي إياس بن سَلََمَة بن الأكوع المدني‏.‏

روى عن أبيه‏.‏

وفيها وقيل سنة اثنتين وعشرين توفي حبيب بن أبي ثابت الكوفيّ فقيه الكوفة ومفتيها‏.‏

مع حَماد بن أبي سليمان بل هو أكبر من حَمّاد وأجَل مكانةً‏.‏

روى عن ابن عباسن وابن عمر

وفيها فقيه دمشق سليمان بن موسى الأموي الأشدقُ‏.‏

مولى بني أمية‏.‏

روى عن أْبي أمامة ووَاثلة وطائفة‏.‏

قال سعيد بن عبد العزيز‏:‏ كان أعلم أَهلِ الشام بعد مكحُول‏.‏

وقالَ ابن لَهيعة‏:‏ ما لقيت مثله‏.‏

وفيها قَيْسُ بن سعد المكي صَاحبُ عطاء‏.‏

وكان مفتي أهل مكة في وقته‏.‏

وفيها الأمير أبو شاكر مُعَاويةُ ولد الخليفة هشام بن عبد الملك‏.‏

وكان أنبلَ أولاد أَبيه جوادًا مُمدحًا‏.‏

وَلي الغزو مرات وهو جد أمراء الأندلس‏.‏

سنة عشرين ومائة فيها وقيل سنة ثمان عشرة‏.‏

توفي أنس بن سيرين أخوه محمد ابن سيرين وله خمس وثمانون سنة‏.‏

روى عن ابن عباسن وجماعة‏.‏

وفيها فقيهُ الكوفة أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم‏.‏

صاحبُ إبراهيم النخَعي‏.‏

روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وطائفة‏.‏

وكان سَريًا محتشمًا يفطر كل ليلة في رمضان خمس مائة إنسان‏.‏

وقال شُعْبَة‏:‏ كان صَدُوقَ اللسان‏.‏

وفيها توفي عاصم بن عُمر بن قَتَادَة بن النعمان الأنصاري شيخُ محمد بن إسحاق‏.‏

وكان إخباريا علامةَ بالمغازي‏.‏

يروي عن جابر وغيره‏.‏

وفيها توفي قارىء أهل مكة أبو معبد عبد الله بن كثير الطائي مولاهم الفارسي الأَصل الداري العطّار‏.‏

قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي وعلى مُجاهد وحدث عن ابن الزبير وغيره‏.‏

وفيها توفي سيدُ أهل الجزيرة عَديُّ بن عدي بن عُمَيْرة الكندي الأمير‏.‏

وكان فقيهًا ناسكًا كبير الشأْن‏.‏

ولأبيه صُحبة‏.‏

وفيها توفي عَلْقَمَةُ بن مَرثَد الحَضرمي الكوفيّ‏.‏

وكَان ثبتًا في الحديث‏.‏

روى عن طارق بن شهاب ولطارق صُحبَة ما‏.‏

وفيها توفي قيس بن مسلم الجدلي الكوفي‏.‏

صاحب طارق ويَقال إنه ما رفع رأسه إلى السماء منذ زمنان تعظيمًا لله‏.‏

وفيها توفي محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني الفقيه‏.‏

روى عن أسامة بن زيد وأبي سعيد وطائفة وجده من المهاجرين‏.‏

وفيها توفي واصل الأحدبُ الكوفي‏.‏

يروي عن أبي وائل وطبقته‏.‏

وفيها توفي أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزام الأنصاري قاضي المدينة‏.‏

عن نيف وثمانين سنة‏.‏

ويقال‏:‏ كان أعلم أهلِ المدينة بالقضاء‏.‏

وله خبرة بالسير‏.‏

سنة إحدى وعشرين ومائة فيها غزا مروِان‏.‏

فأتى قلعة بيت السرير فقتل وسبى ثم دخل حصن غومشك كذا وفيه سريرُ مُلكِهم فهرب منه الملك‏.‏

ثم إن مروان صالحهم في العام على ألف رأس ومائة ألف مديٍ‏.‏

ثم إنه سار حتى دخل أرض أرز ونطران كذا فصالحوه وصالحه تومان شاه على بلاده‏.‏

ثم سار حتى نازل حمرين كذا وحاصرها شهرين ثم صالحهم وافتتح مسدارة صُلحًا وتهيأ لمروان في هذه السنة من الفتوحات أمرٌ عظيم ووقع في قلوب الترك والخَزَر منه رعبٌ شديد‏.‏

وفيها توفي قاضي دمشق نمير بن أوس الأشعري أحد شعيوخ الاوزاعي‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري المدني‏.‏

وقد لقي ابن عمر‏.‏

ورافع بن خديج‏.‏

وطائفة‏.‏

وكانت له حلَقة للفتوى‏.‏

وفيها أو في التي بعدها‏.‏

سَلمة بن كْهَيل الكوفي‏.‏

روى عن جندب البجلي وطائفة‏.‏

وكان من أثبات الشيعة وعلمائهم‏.‏

حمل عنه شُعبة والثوري‏.‏

وفيها مَسلَمة بن عبد الملك بن مروان الأموي الأميرُ ويلَقّبُ بالجرادة الصفراء‏.‏

وكان موصوفًا بالشجاعة والإِقدام وَالرأْي والدهاء‏.‏

ولي إرمينية وأذَربيجان غير مرة وإِمرة العراقَين‏.‏

وسار في مائة وعشرين الفًا وغزا القسطنطينية في خلافة سليمان أخيه‏.‏

وروى عن عمر بن عبد العزيز‏.‏

وفيها قتل زَيدْ بن علي بن الحسين بن علي بالكوفة‏.‏

وكان قد بايعه خلق كثير‏.‏

وحارب متولي العراق يوسف بن عمر فظفر به يوسف وبقي مصلوبًا أربع سنين‏.‏

ولما خرج أَتاه طائفة كبيرةٌ وقالوا‏:‏ تبرأْ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك‏.‏

فأبى‏.‏

فقالوا‏:‏ إذًا نرفضك‏.‏

فمن ذلك الوقت سُموا الرافضة‏.‏

وسميت شيعته الزيدية‏.‏

روى عن اَبيه وجماعة‏.‏

وروى عنه شعبَة‏.‏

وفيها قتل أحد الشجعان الأبطال أبو محمد البطال وله حروبٌ ومواقف ولكن كذبوا عليه فأفرطوا ووضعوا له سيرةً كبيرة كل وقت يزيد فيها من لا يستحي من الكذب‏.‏

سنة اثنتين وعشرين ومائة فيها كانت بالمغرب حروب مزعجةّ وملاحم وخرجت طائفة كبيرة وبايعوا عبد الواحد الهواريَ‏.‏

والتف عليه أممٌ من البربر‏.‏

ثم نصير عليهم المسلمون وقتلوا منهم خلقًا‏.‏

وفيها توفي قاضي البصرة أبو وائلة إياس بن معاوية المزني أحد من يضرب به المثل في الذكاء

وفيها بكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه‏.‏

نزيل مصر وأحد شيوخ الليث بن سعد‏.‏

وهو من صغار التابعين‏.‏

وفيها زيد بن الحارث اليامي‏.‏

روى عن إبراهيم النَخَعِي وخلق من كبار التابعين‏.‏

وفيها سيار أبو الحكم صاحب الشعبي‏.‏

وهو واسطي حجة مشهور‏.‏

وفيها يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني عن سن عالية‏.‏

لقِي أبا هريرة‏.‏

وفيها أبو هاشم الرماني الواسطي‏.‏

واسمه يحيى‏.‏

كان سكن قصر الرمان بواسط‏.‏

روَى عن أبي العالية وجماعة‏.‏

وفيها قتل زيد بن علي‏.‏

قاله خليفة‏.‏

وقد مر في التي قبلها‏.‏

سنة ثلاث وعشرين ومائة فيها قتل بالمغرب كْلثوم بن عياض القشيري في عدة من أمرائه واستبيح عسكره ومُزقوا‏.‏

هَزمهم أبو يوسف الأزري رأس الصُفرية‏.‏

و كَان كلثوم قد ولي دمشق لهشام ثم ولاه غزو الخَوارج بالمغرب‏.‏

وأتبعت الصفرية من انكسر من المسلمين‏.‏

فثبت لهم بلجٌ القًشَيري ابن عم كُلثوم‏.‏

وكان النصر وللَه الحمد‏.‏

وفيها حج بالناس يزيد ابنُ الخليفة هشام ومعه الزهري فأخذ عنه إذ ذاك مالك وابن عُيينة وأَهلُ الحجاز‏.‏

وفيها توفي ثابت البناَنيّ بالبصرة عن أكثر من ثمانين سنة‏.‏

وكان من سادة التابعين علمًا وفضلًا وعبادةً ونُبْلًا‏.‏

وربيعةُ بن يزيد الدمشقي القصير شيخ دمشق بعد مكحُول‏.‏

اسُتشْهد بإفريقية‏.‏

وقد لقي جبير بن نُفَير وطائفة‏.‏

قال نوح بن فَضَالَة‏:‏ كان يفضل على مكحُول‏.‏

وقال سعيد بن عبد العزيز‏:‏ لم يكن عندنا أَحسن سَمْتًا في العبادة منه ومن مكحُول‏.‏

وفيها سِماكُ بن حرب الدّهلِي الكوفيّ أحدُ الكبار‏.‏

قال‏:‏ أدركت ثمانين من الصحابة وذهَبَ بصري فدعوتُ الله فردّه الله عليّ‏.‏

وقال العجلي‏:‏ كان عالمًا بالشعر وأيامِ الناس فصيحا‏.‏

وفيها أبو يونس مولى أبي هريرة وقد شاخ‏.‏

واسمه سليمان بن جبَيْر‏.‏

نزل مصر وأدركه الليثُ‏.‏

وفيها عابد البصرة محمد بن واسمع الأزدي‏.‏

أخذ عن أنَس ومُطرف بن الشخير وطائفة‏.‏

وفيها قارىء أهلِ مكة بعد ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن مُحيَصن‏.‏

ومنهم من يسميه عُمر فأظنهما أخوين‏.‏

وله رواية شاذة في كتَاب المنهج وغيره‏.‏

وقد روى عن صفية بنت َشْيبة وغيرها‏.‏

سنة أربع وعشرين ومائة فيها تمت وقعةٌ كبيرة بالمغرب مع الصفرية‏.‏

ورأسهم َمْيسَرَةُ الحقير‏.‏

وذاق المسلمون منهم مشاقّ وبلاءً شديدًا‏.‏

وفيها مات محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري أحدُ الثقات‏.‏

وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزير وأدركَه ابن عيَينَة‏.‏

وفيها توفي القاسمُ بن أبي بزِة المكي‏.‏

روى عن أبي الطفيل وجماعة يسيرة‏.‏

وفيها في رمضان توفي الزُهري وهو أبو بكر محمد بن مُسلم بن عبَيْد الله بن عبد الله بن شهاب المدني أحد الأعلام‏.‏

أربعٍ وسبعين سنة‏.‏

سمع من سهل بن سعد وأَنَس بن مالك وخلق‏.‏

قال ابن المديني‏:‏ له نحو ألفي حديث‏.‏

وكذا قال مكحول‏.‏

وقال الليث‏:‏ قال ابن شهاب‏:‏ ما استودعتُ قلبي علمًا فنسيتْه‏.‏

قال الليث‏:‏ وكان يكثر شُرب العسل ولا يأكل شيئًا من النعاج‏.‏

وقال أيوب‏:‏ ما رأيت أعلم من الزهري‏.‏

قلت‏:‏ وكَان معظمًا وافر الحرمة عند هشام بن عبد الملك‏.‏

أعطاه مرّة سبعة آلاف دينار‏.‏

وقال عمروِ بن دينار‏:‏ ما رأيتُ الدينار والدرهم عند أحَد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البَعرْ‏.‏

سنة خمس وعشرين ومائة فيها توفي أبو سعيد سعيد بن أبي سعيد المَقبرِيّ عن سن عالية‏.‏

روى عن سَعْد بن أبي وقّاص وأكثرَ عن أبي هُرَيْرَة‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ ثقة‏.‏

لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين‏.‏

قلتُ‏:‏ ما سمع منه ثقة في اختلاطه‏.‏

وفيها مات في ربيع الآخر الخليفةُ أبو الوَليد هشام بن عبد الملك الأموي‏.‏

وكانت خلافته

عشرين سنة إِلا أشهرا‏.‏

وكانت دارُه عن الخواصين بدمشق فعمل منها مدرسة السلطانْ نور الدين‏.‏

وكان ذا رأي وحزم وحلم‏.‏

وجمع المال‏.‏

عاش أربعًا وخمسين سنة‏.‏

وكان أبيضَ جميلًا سمينًا أحول يخضب بالسوِاد‏.‏

وفيها أشعت بن أبي الشعثاء الحارثي الكوفي‏.‏

وآدمُ بن علي الشيباني الكوفي المدني‏.‏

روى عن ابن عمر‏.‏

وأبو بشر جعفر بن أبي وحشِية إياس صاحب سعيد بن جبَيْر‏.‏

وقد روى عن عبّاد بن شُرحْبيل الصحابي‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي والد المنصور والسفاح وله ستون سنة وكان جميلًا وسيمًا مهيبًا نبيلًا‏.‏

وكانت دُعاةُ بني العباس يكاتبونه وِيلقبونه بالإِمام‏.‏

وفيها وقيل في سنة أربع زَيْدُ بن أبي أنيسة الجزريّ الرّهاوي الحافظ أحد علماء الجزيرة وله أربعون سنة‏.‏

روى عن جماعة من التابعين‏.‏

وفيها أو بعدها زيادُ بن عِلاَقة الثعلبي الكوفي‏.‏

روى عن طائفة‏.‏

وكان معمرًا أدرك ابن مسْعود وسمع من جرير بن عبد الله‏.‏

وفيها صالح مَولى التوأمة المفتي وقد هرم وخرف‏.‏

لقي أبا هريرة وجماعة‏.‏

فيها في جُمادى الآخرة مقتلُ الخليفة الوليدِ بن يزيد بن عبد الملك بحصن البخرآء بقرب تدمر‏.‏

وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر‏.‏

وكان من أجمل الناس وأقواهم وأجودهم نظمًا‏.‏

ولكنه كان فاسقًا متهتكًا‏.‏

زعم أخوه سليمان أنه راوده عن نفسه‏.‏

فقاموا عليه لذلك مع ابن عمه يزيد ابن الوليد الملقب بالناقص‏.‏

لكونه نقص الجند أعطياتهم‏.‏

وبويع يزيد الناقص فمات في العشرين من ذي االحجة من السنة عن ست وثلاثين سنة‏.‏

وبويع بعده أخوهم إبراهيم بن الوليد‏.‏

وكان في يزيد زهد وعدل وخير‏.‏

لكنه قدري‏.‏

قال الشافعي‏:‏ ولي يزيد بن الولي فدعا الناس إلى القدر وحملهم عليه‏.‏

وفيها توفي جبَلة بن سحيم الكوفي‏.‏

روى عن ابن عمر ومعاوية‏.‏

وفي المحرم هلك خالد بن عبد الله بن يزيد القسري الدمشقي الأمير تحت العذاب وله ستون سنة‏.‏

وكان جوادًا ممدحًا خطيبا مفوهًا‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ كان رجل سوءٍ يَقع في علي رضي الله عنه‏.‏

ولي العراق لهشام‏.‏

وفيها توفي دَرَاج بن سمعان أبو السمح المصريّ القاص مَولى عبد الله بن عمرو بن العاص‏.‏

وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري‏.‏

وقيل مات في سنة ثمان والله أعلم‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي المدني الفقيه‏.‏

وكان إمامًا ورعًا كثير العلم‏.‏

وفيها على الصحيح سليمان بن حبيب المحاربي قاضي دمشق‏.‏

روى عن معاوية وجماعة‏.‏

قال أبو داود‏:‏ وَلي قضاء دمشق أربعين سنة‏.‏

وفيها الكميت الأسدي الشاعر المشهور‏.‏

وعبد الله بن هُبيرة السبائي المصري وله ست وثمانون سنة‏.‏

وعبيدُ الله بن أبي يزيد المكي صاحب ابن عباس‏.‏

ويحيى بن جابر الطائي قاضي حمص‏.‏

وفي أولها عالم أهلِ مكة في زمانه أبو محمد عمرو بن دينار الجُمحِيَ مولاهم المكي‏.‏

قال عبد الله بن أبي نجَيج‏:‏ ما رأيت أحدًا قطّ أفقه منه‏.‏

وقال شعبة‏:‏ ما رأيت أثبت في الحديث منه‏.‏

قلت‏:‏ سمع ابن عباس وجابرًا وطائفة‏.‏

سنة سبع وعشرين ومائة

لما بلغ مروان بن محمد بن مروان وفاة يزيد الناقص سار من إرمينية في جيوشه يطلب الأمر لنفسه‏.‏

فجهّز إبراهيم الخليفة أخويه بشرًا ومسرورًا في جيش فكسرهما مروان وحبسهما‏.‏

ثم نزل بمرج دمشق فحاربه سليمان بن هشام بن عبد الملك‏.‏

ثم انهزم وعسكر الخليفة إبراهيم بن الوليد‏.‏

فخلع نفسه وبايع مروان‏.‏

وفي هذه الفتنة قتل يوسف بن عمر الثقفي الذي كان أميرًا بالعراق في السجن بدمشق‏.‏

وقتل عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك والحكم وعثمان ابنا الوليد بن عبد الملك‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن دينار مولى ابن عمر بالمدينة‏.‏

ومالك بن دينار البصري الزاهد المشهور‏.‏

وعمير بن هانئ العنسي الداراني‏.‏

روى عن معاوية في الصحيحين وعن أبي هريرة في السنن‏.‏

قال له عبد الرحمن بن يزيد بن جابر‏:‏ أراك لا تفتر عن الذكر فكم تسبح قال‏:‏ مائة أَلف إلا أن تخطىء الأصابع‏.‏

وعبد الكريم بن مالك الجزري الحراني الحافظ كهلًا‏.‏

ووهب بن كيسان المدني المؤدب عن سن عالية‏.‏

وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفَ الزهري المدني قاضي المدينة‏.‏

قال شعبة‏:‏ كان

وفيها‏:‏ توفي سنة تسعٍ‏.‏

إسماعيل السدي الكوفي المفسر المشهور‏.‏

وفيها وقيل سنة ثمان‏.‏

أبو إسحاق السبيعي الكوفي عمرو بن عبد الله شيخ الكوفة وعالمها‏.‏

وله نحو المائة‏.‏

رأى عليًا وغزا الروم زمن معاوية‏.‏

سنة ثمان وعشرين ومائة فيها ظهر الضحّاكُ بن قَيس الخارجي وقَتل متولّي الموصل‏.‏

واستولى عليها‏.‏

وكثرت جموعه وأغار على البلاد وخافه مروان‏.‏

فسار بنفس فالتقى الجيشان بنصيبين‏.‏

وكان قد أشار على الضحّاك أمراؤه أَن يتقهقر فقال‏:‏ ما لي في دنياكم من حاجة‏.‏

وقد جعلتُ لله علي إن رأيت هذا الطاغية أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيننا‏.‏

وعلي دينٌ سبعةُ دراهم‏.‏

معي منها ثلاثة دراهم‏.‏

ودام الحرب إِلى آخر النهار فقتل الضحاك في المعركة في نحو ستة آلاف من الفريقين أَكثرهم من الخوارج‏.‏

وانهزم مروان لكن ثبت أمير الميمنة‏.‏

وجاء الخبيريّ فملك مخيم مروان وقعد على سريره‏.‏

فعطف نحو ثلاثة آلاف فأحاطت بالخبيري فقُتل وقام بأمر الخوارج شيبان فتحيّز بهم‏.‏

وخندقوا على نفوسهم‏.‏

وجاءَ مروان فنازلهم وقاتلهم عشرة أشهر كل يوم رايةُ مروان مهزومة‏.‏

وكانت فتنةً هائلة تُشبه فتنة ابن الأشعث مع الحجاج‏.‏

وفيها خرج بسطام بن الليث بأذربيجان ثم قدم بلد نصيبين في نيف وأربعين رجلًا‏.‏

فنهض لحربه عسكر الموصل فبيتهم وأصاب منهم ثم عاث بنصيبين ثم قتل‏.‏

وفيها ولي العراقين يزيد بن عمرو بن هبيرة‏.‏

وعزل عبد الله بن عمر بن عبد العزيز‏.‏

وفيها توفي بكر بن سوادة الجذامي المصري مفتي مصر‏.‏

وقد روى عن عبد الله بن عمرو وسهل بن سعد‏.‏

وفيها جابر بن يزيد الجعفي من كبار المحدثين بالكوفة‏.‏

روى عن أبي الطفيل‏.‏

ومجاهد‏.‏

وثقه وكيع وغيرهُ وضَعّفَه آخرون‏.‏

وفيها أبو قبيل المعافري المصري حيي بن هانئ الفقيه سمع عقبة وعبد الله بن عمرو‏.‏

وفيها عاصم بن أبي النجود الأسديَ مولاهم القارئ بالكوفة في زمانه وأحَدُ السبعة‏.‏

وكان صالحًا خيرًا حجةً في القرآن‏.‏

صدوقًا في الحديث‏.‏

قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش‏.‏

وفيها أبو عمران الجوني البصري عبد الملك بن حبيب عن سن عالية‏.‏

سمع جندب بن عبد الله وجماعة‏.‏

وفيها على الاصح أبو حصين الاسدي عثمان بن عاصم سيد بني أسد بالكوفة‏.‏

وكان ثبتًا وفيها أبو الزبير المكي‏.‏

محمد بن مسلم بن تدرس أحد العقلاء والعلماء لقي عائشة والكبار‏.‏

وفيها أبو حمزة الضبعي البصري نصر بن عمران صاحب ابن عباس‏.‏

وفيها فقيه مصر وشيخها ومفتيها أبو رجاء يزيد بن أبي حبيب الأزدي‏.‏

مولاهم‏.‏

لقي عبد الله بن الحارث بن جزء وطائفة‏.‏

قال الليث‏:‏ هو عالمنا وسيدنا‏.‏

وفيها أبو التياح البصري صاحب أنس‏.‏

واسمه يزيد بن حميد‏.‏

قال أبو إياس‏:‏ ما بالبصرة أحدٌ أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله من أبي التياح‏.‏

سنة تسع وعشرين ومائة في رمضان كان ظهور أبو مسلم صاحب الدعوة بمرو‏.‏

وفيها توفي المغرب وعابدها خالد بن أبي عمران التجيبي قاضي افريقية‏.‏

روى عن عروة وطبقته‏.‏

وفيها سالم أبو النضر المدني‏.‏

وحديثه عن عبد الله بن أبي أوفى إجازة في الصحيحين‏.‏

وفيها وقيل في سنة إحدى وثلاثين علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري الضرير‏.‏

أحد وفيها على الصحيح يحيى بن أبي كثير أبو نصر اليمامي‏.‏

أحدُ الأعلام في الحديث‏.‏

له حديثٌ في صحيح مسلم عن أبي أمامة وآخر في سنن النسائي عن أنس‏.‏

فيقال‏:‏ لم يلقهما‏.‏

والله أعلم‏.‏

وفيها قارىء المدينة أبو جعفر يزيدُ بن أبي القَعقَاع الزاهد العابدُ عن بضع وثمانين سنة‏.‏

أخذ عن أبي هريرة وابن عباس‏.‏

قرأ عليه نافع وإلياس وله ذكر في سنن‏.‏

سنة ثلاثين ومائة فيها تُوفي بالبصرة شعَيب بن الحبحاب صاحب أنس‏.‏

وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية الأنصاري المدني‏.‏

وعبد العزيز بن رفيع المكي ثم الكوفي عن نيف وتسعين سنة‏.‏

روى عم ابن عباس وجماعة‏.‏

وشيبة بن نصاَح القارىء قرأ على أبي هريرة وابن عباس‏.‏

وقال قالون‏:‏ كان نافع أكثر َاتباعًا لشيبَة من أبي جعفر‏.‏

وعبد العزيز بن صهيب البصري الأعمى‏.‏

وكعب بن علقمة التنوخي المصريَ‏.‏

روى عن أبي تميم الجيشاني وطائفة‏.‏

وفيها وقيل سنة إحدى وثلاثين محمد بن المنكدر التيميّ الحافط الزاهدَ المدني القانت‏.‏

وقد وفيها كانت موقعة قديد وقتل فيها خلق منهم مَخرَمَة بن سليمان الوالبي‏.‏

روى عن عبد الله بن جعفر وجماعة‏.‏

وفيها توفي أَبو وَجزة السعديّ المدني يزيدُ بن عبَيد الذي روى عن عُمير بن أبي سلَمة‏.‏

وفيها توِفي يزيد الرشك بالبصرة‏.‏

روى عن مُطرف بن الشخير وجماعة‏.‏

وفيها توفي يزيد بن رومان المرني‏.‏

روى عن عروة وجماعة‏.‏

وقيل إنه قرأ على ابن عباس‏.‏

وهو من شيوخ نافع في القراءة‏.‏

وفيها توفي قاضي دمشق يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الفقيه‏.‏

أخذ عن واثلة بن الأسقع وطائفة‏.‏

سنة إحدى وثلاثين ومائة فيها استولى أبو مسلم صاحب الدعوة على ممالك خراسان‏.‏

وهزم الجيوش‏.‏

واقبلت سعادة بني العباس وَولت الدنيا عن بني أمية‏.‏

وفيها توفي علي بن زيد بن جدعان وقد مرّ‏.‏

وفيها قتل أبو مسلم الخراساني إبراهيم بن ميمون الصائغ ظلمًا‏.‏

روى عن عطاء ونافع‏.‏

وفيها إسماعيلُ بن عبيد الله بن أَبي المهاجر الدمشقيّ مؤدّبُ أولاد عبد الملك بن مروان‏.‏

وكان زاهدًا عابدًا‏.‏

روى عن أنس وطائفة‏.‏

وفيها فقيه أهل البصرة أَيوب السختيَاني أحد الأعلام‏.‏

وكان من صغار التابعين‏.‏

قال شعبة‏:‏ كان سيد الفقهاء‏.‏

وقال ابن عُيينة‏:‏ لم ألق مثله‏.‏

وقال حماد بن زيد‏:‏ كان أفضل من جالسته وِأشدهم اتباعًا للسنة‏.‏

وقال ابن المديني‏:‏ له نحو ثمان مائة حديث‏.‏

وفيها الزبير بن عدي قاضي الري يروى عن أنس وجماعة‏.‏

وفيها سمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني‏.‏

لقي كبار التابعين وفيها أبو الزناد الفقيه‏.‏

أحد علماء المدينة‏.‏

وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان‏.‏

لقي عبد الله بن جعفر‏.‏

وأنسًا‏.‏

قال الليثَ‏:‏ رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مائة تابعٍ من طالب فقهِ وعلم وشعرِ وصنوفٍ ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة‏.‏

قال أبو حنيفة‏:‏ كَان أبو الزناد أفقه من ربيعة‏.‏

وفيها فرقد السبخي‏.‏

أحد الزهاد بالبصرة‏.‏

حدث عن أنس وجماعة‏.‏

وفيه ضعف‏.‏

وفيها محمد بن جحادة الكوفي‏.‏

يروي عن أنس وطائفة‏.‏

توفي في رمضان‏.‏

وفيها منصور بن زاذان زاهد البصرة وشيخُها‏.‏

روى عن أنس وجماعة‏.‏

وكان يصلي من بكرةِ إلى العصر ثم يُسبحُ إلى المغرب‏.‏

وفيهَا همام بن منبه اليماني صاحب أبي هُريرة‏.‏

وكان من أبناء المائة‏.‏

قال أحمد‏:‏ كان يغزو فجالس أبا هريرة‏.‏

وكان يشتري الكتب لأخيه وهب‏.‏

سنة اثنتين وثلاثين ومائة فيها ابتدا أمر دولة العباسية بني العباس‏.‏

وبويع السفاح بالكوفة‏.‏

وِجهز عمه عبدَ الله بن علي لمحاربة مروان‏.‏

فزحف مروان إليه في مائة ألف إلى أن نزل بالزاب دون الموصل‏.‏

فالتقوا في جمادى الآخرة‏.‏

فانكسر مروان واستولى عبد الله على الجزيرة وطلب الشام‏.‏

فهرب مروان إلى مصر وخْذل‏.‏

وانقضت أيامه‏.‏

فنزل عبد الله على دمشق وحاصرها‏.‏

وبها ابن عم مروان الوليد بن معاوية ابن مروان‏.‏

فأخذت بالسيف‏.‏

وقتل بها من الأمويين عدة ألوف منهم أميرها الوليد وسليمان بن هشام بن

وزرعة بن إبراهيم‏.‏

وفيها توفي بمكة إبراهيم بن ميسرة الطائفي صاحب أنس‏.‏

قال ابن عيينة‏:‏ أنَا إبراهيم بن ميسرة‏:‏ من لم تر عيناك والله مثله‏.‏

وفيها توفي بالمدينة‏.‏

إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريُ الفقيه وكان مالك لا يقدم عليه أحدًا لنبله عنده‏.‏

وفيها قتل خالد بن سلمة بن العاص المخزومي الكوفي‏.‏

وكان قد هرب إلى واسط مع يزيد بن عمر بن هبيرة فقتله بنو العباس‏.‏

وفيها توفي سالم الأفطس الحراني الفقيه مولى بني أمية‏.‏

قتله عبد الله بن علي‏.‏

روى عن سعيد بن جبير وجماعة‏.‏

وممن قتل عمر بن أَبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهرِي‏.‏

وفيها توفي أبو عبد الله صَفوانُ بن سُليم المدني الفقيه القدوَة‏.‏

روى عن ابن عمر وجابر وعدة‏.‏

قال أحمد بن حنبل‏:‏ ثقة من خيارِ عباد الله يستنزلُ بذكره القطر‏.‏

وفيها عبد الله بن طاوس اليماني ابن كَيسان اليماني النحوي‏.‏

روى عن أبيه‏.‏

قال معمر‏:‏ كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خلقًا‏.‏

ما رأيت ابن فقيهٍ مثله‏.‏

وفيها منصور بن المعتمر أبو عتاب السلمي الكوفي الحافظ‏.‏

أحد الأعلام‏.‏

أخذ عن أبي وائل وكبار التابعين‏.‏

وقال‏:‏ ما كتبت حديثًا قط‏.‏

وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ لم يكن بالكوفة أحفظ منه‏.‏

وقال زايدة‏:‏ صام منصور أربعين سنة وقام ليلها‏.‏

وكان يبكي الليل كله‏.‏

وقيل‏:‏ كان قد عمي من البكاء‏.‏

وقد أكره على قضاء الكوفة فقضى شهرين‏.‏

ومناقبه كثيرة يقال فيه يسير تشيع‏.‏

وقتل بجامع دمشق يونس بن ميسرة بن حلبس المقرأ الأعمى وله مائة وعشرين سنة‏.‏

روى عن معاوية والكبار‏.‏

وكان موصوفًا بالفضل والزهد كبير القدر‏.‏

وقتل بنهر أبي فطرس من الأردن الأمير محمد بن عبد الملك بن مروان الأموي‏.‏

وله رواية عن أبيه‏.‏

وفي ذي القعدة قتل الأمير أبو خالد يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين لمروان وله خمس وأربعون سنة‏.‏

وكان طويلًا شهمًا شجاعًا خطيبًا مفوهًا جوادًا مفرط الأكل واقع بني العباس فهزموه‏.‏

فتحصن بواسط‏.‏

فحاصره أبو جعفر المنصور أخو السفاح مدة ثم آمنه وغدر به وقتله‏.‏

وفيها كانت وقعة المسناة فقتل الأمير قحطبة بن شبيب الطائي المروزي أحد دعاة بني العباس‏.‏

وتأمر على الجيش في الحال ولده‏.‏

وفيها قتل مروان الخليفة الملقب بالجعدي وبالحمار عبر النيل طالبًا بلاد الحبشة‏.‏

فلحقه صالح بن علي عم السفاح وبيتوه ببوصير‏.‏

وقاتل حتى قتل وكان بطلًا شجاعًا ظالمًا أبيض ضخم الهامة ربع أشهل العين كث اللحية أسرع إليه الشيب‏.‏

وعاش بضعًا وخمسين سنة‏.‏

ذكره المنصور مرة فقال‏:‏ لله دره ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الفيء‏.‏

وقتل معه زبان أخو عمر بن عبد العزيز‏.‏

وكان أحد الفرسان ولكن تقنطر به فرسه فقتلوه‏.‏

وفيها قتل سليمان بن كثير الخزاعي المروزي الأمير أحد نقباء بني العباس‏.‏

قتله أبو مسلم الخراساني‏.‏

وفي ذي الحجة قتل بمصر عبيد الله بن أبي جعفر الليثي مولاهم المصري الفقيه‏.‏

أحد العلماء والزهاد‏.‏

ولد سنة ست‏.‏

قال محمد بن سعد‏:‏ كان ثقة بقية في زمانه‏.‏